أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال تكريم قادة حزب الله الذين استشهدوا على يد إسرائيل، في الاحتفال الذي نظمه الحزب بعنوان "سادة النصر"، جاء في مكانه، ملاحظاً انّ الاحتفال جاء متزامناً مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، فيما المنطقة برمّتها تعيش على وقع طريقة تصرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للاستغراب والمثيرة للعجب.
وفي حديث إلى تلفزيون "LBCI" ضمن برنامج "نهاركم سعيد" أدارته الإعلامية ديما صادق، لفت أبو فاضل إلى أنّ الخطاب أتى أيضاً فيما المقاومة موجودة في سوريا حيث تلاحق التكفيريين وتقدّم الشهداء دفاعاً عن لبنان، وبعد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أتى متوافقاً مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، مشيراً إلى أنّه كان من الطبيعي انطلاقاً من كلّ هذه المعطيات أن يكون خطاب السيد حسن نصرالله في هذا الاتجاه.
ونفى أبو فاضل وجود أيّ رابط بين الخطاب والانتخابات المرتقبة، مشدّداً على أنّ السيد نصرالله ليس بحاجة ليستنهض شارعه، خصوصاً أنّ الشارع موجود لدى الحزب، معتبراً أنّ ما قاله أمر طبيعي لا يتعدى الكلام الذي يخرج من هنا وهناك، وليس رداً على خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري أبداً، ولكنّه على طريقة القول المأثور: "إذا أردت السلم استعدّ للحرب".
تناغم بين الرئيس وحزب الله
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتكلم من خلال البيان الوزاري للحكومة، لافتاً إلى أنّ لدى الرئيس عون رأياً هو رأي كلّ اللبنانيين حول المقاومة، وأكد أنّ خطاب القسم الذي أدلى به العماد عون بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية في مجلس النواب ينسجم مع البيان الوزاري الذي أتى لاحقاً، مشدّداً على أنّ ضبط الحدود قد بدأ من الناحية العملية.
وتحدّث أبو فاضل عن تناغم بين رئيس الجمهورية وحزب الله، مشيراً إلى أنّ الأخير تحوّل إلى حزب إقليمي وهو لم يعد حزباً لبنانياً صرفاً، ولكنّه لفت إلى أنّ بوصلة حزب الله القريبة من إيران قد لا تتناغم أو لا تتماشى مع خطاب القسم في مكانٍ ما، مشدّداً على أنّ حزب الله ليس موظفاً عند فخامة الرئيس.
التهديد يفيد
وأوضح أبو فاضل أنّ الرئيس عون لم يقل أنّ الجيش ضعيف، إنما ما قاله هو أنّ الجيش غير قادر حالياً على مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وهو لفت إلى أنّ المقاومة تكمّل دور الجيش، وإذ أشار إلى أنّ البعض يصوّب على سرايا المقاومة التي قد تظهر على أنّها نقطة ضعف، شدّد على أنّ الأخيرة تتحوّل أيضاً إلى مقاومة فعلية عندما تدخل إسرائيل إلى الخط وتعتدي على لبنان.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجيش الإسرائيلي هو جيش متطور جداً ومتقدم جداً، وأشار إلى أنّ الجيش اللبناني سيُهزَم في حال حصول معركة كلاسيكية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ولكن إذا حصلت معركة كلاسيكية بوجود المقاومة، هناك خطر على الجيش الإسرائيلي، وهناك خسائر سوف يتكبدها، فكيف بالأحرى إذا كان هناك صواريخ يهدد به السيد نصرالله، وشدّد على أنّ التهديد من جانب السيد نصرالله في هذه المرحلة يفيد لتفادي أيّ مغامرة إسرائيلية غير محسوبة.
الجيش لا يُمَسّ
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ شاكر البرجاوي حالة لبنانية، وهو قاتل إسرائيل وضحّى، وهو اليوم أمام القضاء بعد اشتباك في الطريق الجديدة في حين أنّ من اشتبك معهم ليسوا ملاحَقين، ولفت إلى أنّ أحمد الأسير في المقابل حالة لبنانية إسلامية سيئة، مشيراً إلى أنّه يتغنج ويتدلل، والدولة اللبنانية لا تحاكمه، وهناك محاولات لإدخاله في صفقة تبادل.
وشدّد على أنّه إذا حصل قتال بين سرايا المقاومة والجيش اللبناني، فهذا ليس من حقها، لأنّ الجيش لا يُمَسّ، ومثله سائر الأجهزة الأمنية، ولفت إلى أنّ سرايا المقاومة يجب أن يكون دورها مكمّلاً للجيش والأجهزة الأمنية كما قال رئيس الجمهورية.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ وجود موقوفين من سرايا المقاومة يدلّ على أنّ من يخطئ يُحاسَب، فسرايا المقاومة ليست عبارة عن قديسين ولكنها منظمة داخلية تابعة لحزب الله والمقاومة تتدخل عندما يحصل حدث ما.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بإمكان أن يخفّ وهج سرايا المقاومة بعض الشيء بوجود رئيس مثل العماد ميشال عون، وذلك إفساحاً في المجال أمام بناء الدولة.
عماد الوطن
وجدّد أبو فاضل رفضه لشعار "بيّ الكل"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، معتبراً أنّ مثل هذا الشعار يحرجه ولا يساعده، موضحاً أنّه ليس "بيّ الكل" ولكنّه عماد الوطن، ورئيس جمهورية كل لبنان، وشدّد على أنّ الرئيس عون لديه رأيه أيضاً.
وأكّد أبو فاضل أنّ ما قاله رئيس الجمهورية في موضوع المقاومة لا يستطيع أن يقول عكسه، موضحاً أنّ هناك مقاومة في لبنان نعتزّ بها، مشيراً إلى أنّ الأخطاء يمكن أن تحصل من جانب سرايا المقاومة أو غيرها، ولكن الواقع العام هو أنّ السلاح لا يصوَّب نحو الداخل، تماماً كما قال رئيس الجمهورية.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ ما قصده رئيس الجمهورية في تصريحه أنّ هؤلاء لبنانيون، لافتاً إلى أنّ الرئيس عون يعمل بلا كلل، ولا يهدأ، وهذا يجب أن ينتبه له اللبنانيون أيضاً.
التعرض لمحطة الجديد مستنكَر
ورداً على سؤال، استنكر أبو فاضل التعرّض لمحطة تلفزيون الجديد، مشيراً إلى أنّ ما حصل هو خارج عن المألوف، لافتاً إلى أنّها المرّة الثالثة التي يحصل فيها اعتداء على المحطة، وقد سبق أن حصل إطلاق نار على مكتب رئيس مجلس إدارة القناة تحسين خياط.
واعتبر أبو فاضل أنّ ما حصل حصل مباشرةً وبتوجيه مباشر وبإشراف مباشر، ملاحظاً أنّ الأجهزة الأمنية لم تتدخّل لحين وصول رئيس الجمهورية إلى البلاد، مشدّداً على أنّ الشباب الذين اعتصموا أمام مبنى قناة الجديد لم يأتوا من تلقاء أنفسهم.
ورداً على سؤال، أكد على أنّ لا علاقة لسرايا المقاومة بما حصل، رافضاً ربط الأمور ببعضها بهذا الشكل، ولفت إلى أنّ السلاح لم يُستعمَل أمام مبنى تلفزيون الجديد، مشيراً إلى أنّهم لم يحتاجوا لذلك، فقد استخدموا الفرقعات والحجارة وحطموا الزجاج وكاد المبنى يحترق، مشدّداً على أنّ هذا الأمر مستنكَر ومرفوض، واستغرب كيف أنّ القيادة السياسية والحكومة مجتمعةَ لم تعطِ أوامرها للقوى الأمنية والجيش لتتدخل، إلى أن وصل رئيس الجمهورية.
السر عند الحريري وبري
وفيما وصف أبو فاضل رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالرجل الوطني الكبير والأخ الكبير الوطني، وأشار إلى أنّ موقفه مشرّف، لفت إلى أنّه لا يستطيع أن يقول أنّ بري هو من أرسل الشباب إلى أمام مبنى تلفزيون الجديد.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ مدّعي عام التمييز فتح تحقيقاً بالموضوع، ومن ظهرت صورهم أمام الكاميرات يمكن استدعاؤهم للتحقيق وتوقيفهم ومحاكمتهم ليلقوا العقاب المناسب، مشدّداً على أنّ أحداً في العالم لا يقبل بمحاصرة مؤسسة إعلامية كما حصل.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ السرّ وراء عدم قدرة الأجهزة الأمنية على رمي المجموعة بوردة هو عند رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي، لافتاً إلى أنّ رئيس الحكومة هو رئيس السلطة التنفيذية، ولكنّه لا يستطيع الدخول في مشكل مع بري، ويريد أن يعالجها بالتي هي أحسن. وأكد أنّ هذه المجموعات فقط من تتحرك عفوياً لأنّ هناك قوة فائضة موجودة.
الصواريخ لن تستعمل في الداخل
من جهة ثانية، استبعد أبو فاضل حصول تصعيد على الجبهة الإسرائيلية في هذه المرحلة، مشيراً في الوقت عينه إلى إمكانية وجود سيناريو لفكّ قواعد الاشتباك القديمة وإرساء قواعد اشتباك جديدة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة في منطقة القنيطرة والجولان، يكون هذا هو الاتجاه لإلهاء حزب الله والمقاومة وحصرهما بمنطقة واحدة، وحصر الاشتباك الإيراني الإسرائيلي في الجولان، وشدّد على عدم وجود قرار حتى اليوم بإدخال لبنان في الأزمات.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الصواريخ التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن تستعمل في الداخل، أي أن سرايا المقاومة لن تستعمل الصواريخ في الداخل، واستعمالها محصور بالمقاومة وحزب الله ضدّ إسرائيل، ولفت إلى أنّ المشكلة مع ترامب أنّهم لا يعرفون كيف يفكّر، وهو خطير، وهناك تخبّط الآن في الإدارة الأميركية.
وشدّد أبو فاضل على أنّ المقاومة شرعية، ومن حقنا أن ندافع عن بلدنا في وجه إسرائيل، وقال رداً على سؤال: "تيار المستقبل لديه ارتباط عضوي بالمملكة العربية السعودية والخليج، وحزب الله لديه ارتباط عضوي بالجمهورية الإسلامية في إيران"، ونفى أن يكون لبنان يدفع ثمن الصراع الإيراني الأميركي، مشدّداً على أنّ أبناء الجنوب رفعوا رأس لبنان، وخلص إلى أنّ الوضع في لبنان لا يسمح بالحرب حالياً.
عدنا لنقطة الصفر؟
وفي موضوع قانون الانتخاب، لفت أبو فاضل إلى أنّ المهل لا قيمة لها، مشيراً إلى أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق لا يلام على موقفه من دعوة الهيئات الناخبة، لكنه شدّد على أنّ الأمور ليست جدية حتى الآن، معتبراً أننا عدنا لنقطة الصفر بموضوع قانون الانتخاب. وكشف أنّ الأمور تحرّكت بعض الشيء بعد زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، متحدّثاً عن قانون مختلط يجري البحث به اليوم، وفق صيغة المناصفة.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ حزب الله يدرك أنّ النسبية المطلقة لا يمكن أن تحصل في لبنان، ولذلك فهو رفع السقف للوصول إلى أفضل الممكن، مشيراً إلى أنّ تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لا يقبلان بالنسبية المطلقة، وكان هناك تهديد من الاشتراكي بأنّ إجراء الانتخابات وفق قانون نسبي سيواجَه بتحطيم الصناديق في المناطق الدرزية.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ هناك من يطرح مهلاً لإجراء الانتخابات بعد إقرار القانون تتخطى الأشهر الثلاثة، لافتاً إلى أنّ من يريدون القانون الأكثري يريدون أن يكون التمديد التقني أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن رئيس الجمهورية يرفض ذلك، واعتبر أنّ الطرح الحالي جدي جداً، خصوصاً أنّ جنبلاط هو من حرّكه، ولفت إلى أنّه يناسب تيار المستقبل كثيراً.
نية لإقفال بيوتات سياسية
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ ما هو أهمّ من القانون الانتخابي الذي سيصدر يكمن في التحالفات التي تُطبَخ من الآن، وأقرّ بوجود نيّة لمحدلة مسيحية ولإقفال بيوتات سياسية، معتبراً أنّ هذا الأمر معيب عند المسيحيين، لافتاً إلى أنّ هذه الرغبة عند الطرفين وليس عند طرف واحد، بمعنى أنّها مشتركة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
وأكد أبو فاضل أنّ أيّ مقعدٍ لن يُترَك للنائب سامي الجميل مثلاً في المتن، مشدّداً على أنّ هذا القرار متّخذ والصورة واضحة بعكس ما يوحي البعض، متحدّثاً عن معركة طاحنة لإقفال بيوتات والحصول على أكبر عدد من النواب، لافتاً إلى وجود طموح لدى تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بالحصول على ثلث مقاعد البرلمان زائد واحد للتأثير على القرارات الكبرى في المرحلة المقبلة.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه على الصعيد الشخصي ضدّ إقفال البيوتات، سواء بيت الجميل، أو بيت الوزير سليمان فرنجية، أو غيرهما، مشيراً إلى أنّ همّنا يجب أن يكون منصباً في مكانٍ آخر، وأكد أنّ فرنجية ليس لقمة سائغة، وكذلك سامي الجميل مع كل الأخطاء التي يرتكبها وبعض الممارسات الصبيانية في بعض الأحيان والتي أضعفت الثقة به يمكن أن يكون له مكان، وكذلك إذا ابتعد نديم الجميل عن سامي الجميل يكون له مكان، وإلا يكون المقعد لمسعود الأشقر.
أين العقل الديمقراطي المسيحي؟
وأكد أبو فاضل أنّ القرارات باتت متخذة، حيث هناك نائب للقوات في كسروان مقابل نائب للتيار في البترون، وكذلك نائب للقوات في المتن وآخر للتيار في الأشرفية، إلى آخره.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ مثل هذا التفكير غير مفيد مسيحياً لأنّه يقفل العقل الديمقراطي المسيحي، الذي يميّز المسيحيين في مناطقهم وعيشهم، مع احترامه لكل الطوائف. وأشار إلى أنّ هناك الكثير من البيوتات التي لا يجب أن تقفل، وأعطى مثلاً بيت الخازن، مشيراً إلى أنّ كلّ أراضي بكركي مقدّمة منهم.
ولفت إلى أن الوضع مغاير بالنسبة للثنائية الشيعية، لأنّ لديها عدواً اسمه إسرائيل، في حين أنّ المسيحيين بعيدون جغرافياً عن الحدود، وهم مع الدولة، وشدّد على أنّ النسبية الكاملة تريح لبنان كله، لكن هذا الأمر غير وارد لأنه لا يناسب الرئيس سعد الحريري ولا الوزير وليد جنبلاط.
فرنجية خط أحمر عند حزب الله
وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الرغبة بإقفال البيوتات المسيحية تشمل زحلة والسيدة ميريام سكاف، مشيراً إلى أنّها تفكّر اليوم بصوتٍ عالٍ من خلال تصريحاتها، لافتاً إلى أنّها لم تستطع إنتاج تحالف كاثوليكي.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله وحركة أمل لن يقبلا بكسر الوزير سليمان فرنجية في المقابل، لافتاً إلى أنّ فرنجية هو خط أحمر عند حزب الله، وأكد وجود معزة خاصة للوزير فرنجية بالنسبة له، وهو في الشمال ضمانة لبنانية ومسيحية وضمانة للعيش المشترك. ولفت إلى أنّ الرئيس الحريري والرئيس بري ربما يتوصلان إلى اتفاق مع الوزير فرنجية في الانتخابات المقبلة، كما أن الأخير على علاقة طيبة جداً أيضاً مع الرئيس نجيب ميقاتي.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ دخول رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى احتفال 14 شباط يداً بيد كان مقصوداً، لافتاً إلى أنّ لجعجع فضلاً في السلطة التي أعطيت للرئيس الحريري بعد وصول العماد ميشال عون. وذكّر بالتوتر الذي كان موجوداً بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في السنة الماضية، لافتاً إلى أنّه في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم.
سلامة مرشح دائم للرئاسة
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رجل ناجح، وليس من باب الدفاع عنه، وهو حافظ على الليرة، مشيراً إلى أنّ أيّ تغيير في موقعه ليس عادياً وسيؤدي إلى خضّة في الليرة، كما أنّ لديه علاقات وشبكات مصرفية مهمّة.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة بمركزه هو مرشح دائم لرئاسة الجمهورية من حيث يدري أو لا يدري، وهذه قصة معروفة، ولكنّه استبعد إقصاءه في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنّ السياسة التي يسير بها الحاكم هي سياسة جيدة للمصارف ولليرة اللبنانية.
وحذر أبو فاضل من أنّ المسّ بحاكم مصرف لبنان فيه خطورة، ولكنه أشار إلى أنّه على صداقة مع الرئيس عون وعلى علاقة جيدة مع الرئيس الحريري والدكتور جعجع، مرجّحاً أنّه باقٍ، خصوصاً أنّ السياسة المالية التي أرساها جيدة جداً.
الفضل لقهوجي وابراهيم والآخرين
ورداً على سؤال، حيّا أبو فاضل قادة الأجهزة الأمنية على الجهود التي يبذلونها، سواء قائد الجيش العماد جان قهوجي أو المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أو المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص أو مدير المخابرات العميد كميل ضاهر، لافتاً إلى وجود مسؤولية كبيرة جداً موجودة عند هؤلاء، وهي التي تحمي الاستقرار في البلد.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الاستقرار صعب لأنّه لا يوجد أموال ولا استثمارات، مقراً بأنّ الكثير من الأمور لم تتحرك مع بداية العهد كما كانت تتمنى الناس، مشدّداً على أنّ قانون الانتخاب هو الذي ينتج السلطة، متسائلاً عمّا إذا كانت التعيينات ستحصل قبل الانتخابات أم بعدها.
وتوقع أبو فاضل أن يبدأ الحديث بالتعيينات في شهر آذار المقبل بعد إقرار قانون الانتخاب، رافضاً الدخول في تسميات خصوصًا في ما يتعلق بقيادة الجيش، مشيراً إلى أنّ التسمية تضعف المركز.
كلام بكلام
وأكد أبو فاضل أنّ القرار المتخذ في لبنان بعدم إشعال البلد، وكل ما يقال بخلاف ذلك كلام بكلام، لافتاً إلى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري مثلاً لم يقل في خطابه الأخير شيئاً جديداً، ولم يهاجم الفريق الآخر بشكل كبير، متحدّثاً عن شرخ كبير، موضحاً أنّ التفكير في بيت الوسط يختلف تماماً عن التفكير في حارة حريك وعن التفكير في قصر بعبدا.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري يخطئ في التصويب على حزب الله، خصوصًا لجهة مشاركته في الحرب في سوريا، فهو أيضاً كان في سوريا، وقد قال أنّه أنفق ثروته على سوريا، وإذ لفت إلى أنّه لا يتحدّث بالضرورة عن تواجد عسكري، قال: "يكفي الدعم المعنوي، ويكفي وجودهم في تركيا".
وحذّر أبو فاضل من الخطر الاقتصادي القادم إلى المنطقة في ظلّ ما وصفه بهيجان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وتحدث عن تسابق دولي على خيرات المنطقة، وقال: "ترامب عينه على نفط وثروات العرب وهم عينهم على زوجاته وبناته".